ست مراحل إبداعية نستخدمها في تصميم العلامة التجارية
المرحلة الأولى: الأهداف التجارية والهوية الشخصية للعلامة التجارية
بطبيعة الحال إن عملية وضع أهداف الشركة أو تحديد طابعها ليست مهمة المصمم، لكن تظل الأساس لجميع عمليات بناء و تصميم العلامة التجارية من أجل تحقيق النتائج المرجوة، وعلى الشركة تحديد الأولويات والقيم منذ نقطة انطلاق المشروع، حتى يتمكن الفريق الذي يعمل على العلامة التجارية من معرفة توجه الشركة والطريق الذي يسلكونه.
لا يحتاج فريق العلامة التجارية إلى الإلمام بجميع المهام المؤسسية، حيث يُمكن تعديل الأهداف لاحقاً خلال العملية الإبداعية، لكن من الضروري وجود بعض التوجيهات في البداية، علاوة على ذلك، قبل أن يبدأ المصممون في العمل على الجزء البصري للعلامة التجارية، لابد عليهم من تحديد الطابع الذي تريد أن تقدمه الشركة أو المنتج.
إن تصميم العلامة التجارية من دون معرفة هذه الأساسيات يشبه رسم لوحة من صورة فوتوغرافية، حيث يمكنك أن تنجح النسخة لكن من دون وجود مشاعرك فيها. إذا لم يعط العملاء المصممين وصفاً لخصائص الشركة، فمن الجيد أن يسأل المصممون عن ذلك، على سبيل المثال، يستطيع المصممون الطلب من عملائهم وضع قائمة من أربعة إلى خمسة كلمات رئيسية تصف عملهم التجاري، أو على الأقل ما الذي تريد أن تصبح عليه الشركة.
أظهرت الممارسات أن ليس كل العملاء يأتون مجهزين بالمعلومات التي يحتاجها المصممون حتى أن بعضهم لا يفكر في التفاصيل ويطلب فقط عرضاً مرئياً جذاباً يحقق النجاح لمشروعه التجاري من غير توفير أي شيء معين بشأن شركاتهم. غالباً ما يرى العملاء المصممين في منظور الفنانين القادرين على خلق صور جميلة وبالتالي لا يمكن أن تتوقع منهم أن يعرفوا جميع خصوصيات سير عمل المصممين.
يعتبر الدور الذي يلعبه علم النفس في عملية التصميم مفيداً جداً في فهم سلوك المستخدمين، وفي توقع ردة فعلهم على التصميم، إضافة إلى ذلك تساعد مبادئ علم النفس المصممين على انشاء اتصال فعال مع العملاء، حيث يوجد العديد من العملاء غير متأكدين من رغباتهم وتفضيلاتهم وهنا يأتي الدور المساعد لعلم النفس فعندما يجد المصمم الأسئلة المناسبة لطرحها على العملاء، سيصبح من السهل إعداد دليل مبني على رغبة العميل.
المرحلة الثانية: إجراء أبحاث السوق والمستخدم
عند وضع أهداف الشركة وتحديد طابعها ينتقل المصممون إلى الخطوة التالية وهي العمل البحثي، إن هذه الخطوة ضرورية لجميع أنواع الأعمال التي يقوم بها المصمم سواء كان لعمل شعار أو تطبيق هاتف، حيث يساعد البحث على الانغماس في بيئة العلامة التجارية المستقبلية وعلى فهم الخصائص التي قد تؤثر على نجاحها.
أولاً، يجري المصممون بحثاً حول السوق حيث يستخلصون معلومات عنه وعن المنافسين المحتملين، فكما نعرف من الجيد أن تتعلم من تجارب الآخرين سواء كانت ناجحة أو فاشلة، وبوجود هذه البيانات اللازمة يستطيع الخبراء إعداد شعار فريد وفعال و تصميم العلامة التجارية بشكل تَبرز عن العلامات الأخرى.
إن إجراء بحث حول المستخدم يساعد على التعمق في فهم تفضيلات الجمهور المستهدف وخصائصه النفسية، حيث تحظى احتياجات الفئة المستهدفة بأهمية تفوق أهمية تفضيلات العملاء والمصممين، وينبغي أن تخلق العلامة التجارية انطباعاً جيداً لدى المستخدمين والزبائن المحتملين لكسب ثقتهم.
عملية التصميم ليس عملية فنية بحتة فإذا اعتمدت بشكل كبير على حس الجمال والموهبة ستكون المهمة عُرضةً للفشل، لذا يجب أن تعرف أن مهمة البحث تستغرق وقتاً أقل مقارنة مع أداء كل العمل مرة أخرى.
المرحلة الثالثة: تصميم الشعار
10 اتجاهات إبداعية لتصميم الشعارات لعام 2021في أغلب الحالات، لا يفرق بعض الناس بين مفهوم الشعار والعلامة التجارية، لكن في حقيقة الأمر تصميم الشعار ليس سوى مرحلة من مراحل إنشاء العلامة التجارية.
مع ذلك من الخطأ الاستخفاف بأهمية تصميم الشعار، يُعتبر الشعار العلامة الأساسية لهوية المنتج أو الشركة وكذلك أبرز رمز لصورة العلامة التجارية، وأساس استراتيجية تسويق فعالة.
في مقال سالق تصميم الشعار (خطوات المراحل الإبداعية) وصفنا المراحل الأساسية للعملية الإبداعية في تصميم الشعار، وهي:
- تحديد المهمة.
- بحث حول المستخدم.
- بحث تسويقي.
- بحث إبداعي.
- اختيار اتجاه النمط.
- اختيار لوحة الألوان.
- اختبار الشعار في مختلف البيئات والأحجام.
- انشاء دليل يوضح الحالات الصحيحة والخاطئة لاستخدام الشعار.
تتمثل إحدى أهداف عمليات البحث هذه في استكشاف شعارات الشركات المنافسة، لأن هذا يساعد على تجنب إنشاء شعار مشابه لشعارات العلامات التجارية في قطاع معين ويساعد أيضاً على خلق هوية تجارية أصلية.
عندما يتم جمع كل المعلومات الأساسية من عمليات البحث ينتقل المصممون إلى مرحلة أكثر فنية، وهي عملية إبداعية في حد ذاتها حيث يختار المصممون اتجاه النمط ولوحة الألوان التي ستناسب العلامة التجارية من خلال تجربة مختلف التقنيات.
بعد اكتمال تصميم الشعار ينتقل المصممون إلى جزء الاختبار، والحقيقة أن ليس كل شيء يبدو جيداً على شاشة رقمية سيبدو بنفس الجودة عند تجربته في بيئة مختلفة أو على مجموعة متنوعة من الأسطح، لهذا السبب من المهم اختبار الشعار في جميع الحالات والأوضاع الممكنة، للتأكد من عدم حدوث مفاجآت غير سارة.
تعتبر مرحلة تصميم الشعار جزءاً كبيراً من عملية بناء العلامة التجارية، لذلك يُوصى المصممين بإيلاء اهتمام للعمليات الإبداعية التابعة لها، فتصميم شعار بطريقة مدروسة هو استثمار للوقت.
المرحلة الرابعة: العناصر البصرية للعلامة التجارية
إن تصميم الشعار ليس التمثيل البصري الوحيد للعلامة التجارية، لكن بالتأكيد هو موضع التركيز الرئيسي دائماً، حيث يوجد المزيد من العناصر البصرية التي تستحق الاهتمام بجانب تصميم الشعار ومنها عنصر الطباعة وعنصر الـ Mascots.
غالباً ما تبحث الشركات عن طرق لإضفاء الطابع الشخصي على العلامة التجارية، ويلبي المصممون احتياجهم باستخدام عنصر الـ Mascots، وهي عبارة عن شخصيات مصممة خصيصاً لتمثيل العلامة التجارية بطريقة رمزية.
يمكن إنشاؤها كجزء من الشعار أو استخدامها بشكل منفرد كرمز للعلامة التجارية تجعل شخصيات كهذه عملية التواصل مع المستخدمين سهلة، وتكون بمثابة أداة للاتصال والتفاعل مع المستخدمين، و تساعد أيضًا على نقل رسالة العلامة التجارية بطريقة غير مألوفة.
حيث نلاحظ كيف بدأ الناس برؤية هذه الشخصيات كممثلين رئيسين للشركات التي تقدم لهم منتجات أو خدمات، إن استخدام هذا العنصر بطريقة فعالة يضمن خلق علامة تجارية تجذب اهتمام المستخدمين ويستطيع الناس التعرف عليها وتذكرها.
الطباعة عنصر بصري آخر مسؤول عن بناء هوية العلامة التجارية ويتم إنشاء العديد من الشعارات باستخدام عنصر الطباعة، أو احتواء بعضها على الخطوط، وليس هذا فقط، فعلى اللافتات، بطاقات العمل، ومراسلات الشركات أن تتضمن رمز العلامة التجارية أيضاً.
يمكنك أن تجعل الخطوط تتحدث عن علامتك التجارية وغالباً ما يُنشئ المصممون خطوطاً مخصصة للشركات وذلك لكي تتميز حتى في أصغر التفاصيل. مع ذلك، فإن تخصيص الخطوط ليس الخيار الوحيد يمكن للخبراء المزج بين الخطوط العادية لتناسب علامة تجارية معينة، وبهذه الطريقة سيكون من السهل على المستخدمين تذكر العلامة التجارية بسبب الاتساق في كل تفاصيلها.
المرحلة الخامسة: نمط العلامة التجارية للشركات
عندما يكون الشعار جاهزاً وتم اختيار لوحة الألوان وإعداد العناصر المرئية الأخرى عندها نوحد هذه العناصر في نمط مؤسسي متوافق، هذه الخطوة مطلوبة عندما يعمل المصممون على بناء و تصميم العلامة التجارية للشركات التي تقدم خدمات.
يمكن لمختلف ملحقات الشركات أن تحمل العلامة تجارية اعتماداً على نوع الشركة توجد بعض الملحقات التي تشترك الشركات المختلفة في استخدامها.
بطاقة العمل: وتعتبر اليوم منتجاً يجب امتلاكه في الاتصالات التجارية، لذلك من المهم التأكد من أن بطاقة العمل تمثل العلامة التجارية بشكل صحيح.
المراسلات: لطالما كانت الاتصالات التجارية تتمتع بأسلوب رسمي وذلك لإظهار العلامة التجارية كشريك ومقدم خدمة موثوق على المصممين العمل على كيفية تقديم مراسلات الشركة، يجب أن تحتوي الظُروف والأجزاء الرأسية على عناصر تُظهر هوية العلامة التجارية بطريقة إحترافية.
اللافتات والشعارات: وهي جزء أساسي من بناء العلامة التجارية والتسويق، لذلك غالباً ما يطلب العملاء من المصممين العمل على أفكار إبداعية لإنشاء شعارات على الويب ولوحات إعلانات خارجية.
المركبات: إن الشركات التي توفر خدمات التوصيل تحتاج إلى تزيين مركباتها، ووضع عناصر العلامة التجارية على سيارات الشركة وشاحناتها هي طريقة فعالة للترويج الخارجي.
القمصان والقبعات: إن توفير ملبوسات مع علامة الاسم التجاري تُشعر الموظفين بروح الفريق وتشجعهم على الحرص على هذه الميزات، يمكن أن تكون القمصان والقبعات ذات العلامة التجارية بديلاً جيداً كزي موحد أو يمكن استخدامها كهدايا.
المرحلة السادسة: إرشادات الهوية التجارية
بعد إتمام العمل وإكمال المواد البصرية للعلامة التجارية، تتبقى آخر خطوة للمصمم وهي التأكد من أن العميل سيستخدم جميع المكونات بشكل صحيح، إن إرشادات الهوية التجارية عبارة عن ملف يوفر تعليمات حول الاستخدام الصحيح والخاطئ للتصاميم الرسومية التي تم إنشاؤها للعلامة التجارية.
وعادةً ما يحتوي ملف إرشادات الهوية التجارية على توضيح للفكرة التي تقف وراء تصميم الشعار، كما يحتوي أيضاً على لوحة الألوان المعتمدة، وقد يكون من الجيد أيضاً ضرب أمثلة على الاستخدام الخاطئ لهذه التصاميم لتجنب الأداء البصري الضعيف.
لابد أنك لاحظت أن تصميم العلامة التجارية ليس بالعملية البسيطة فكل خطوة ينبغي أن تكون مدروسة، وتستند إلى احتياجات الفئة المستهدفة وأهداف المشروع التجاري.
ترجمة بتصرف لمقال 6 Creative Stages of Branding Design: Step-by-Step Guide